يوم نعتك الحواس.... إنما كانت تنعي فردوسها
إذ استشعرت الفقد....ـ
وإزاء رزح المصيبة، لم تملك إلاً الزّوال وراءك ،مهاجرة في إثرك،علّها تجدك في برزخ ظنّت أنه لك الوطن الجديد...ـ
إذ استشعرت الفقد....ـ
وإزاء رزح المصيبة، لم تملك إلاً الزّوال وراءك ،مهاجرة في إثرك،علّها تجدك في برزخ ظنّت أنه لك الوطن الجديد...ـ
ولكنها بادئ الأمر،قبل النداء بالرحيل ...ساءلت، حتى أعيا السؤال كل حكيم:ـ
"هل إلى مردّك من سبيل..؟!"
ساءلت على استحياء أولاً, وبسفور أخيراً.ـ
ساءلت أطياراً صافّات ويقبضنَ, كانت تغدوا على شرفتك لتروح بحبيبات الشعير...وساءلت رقراقاً أودَعتِه يوما كفيك..قبل أن ترسليه أدراج جدولٍ ضحوك الرقرقة...وساءلت حجراً زاحم أصابعك النّعل يوماً...وساءلت..و ساءلت...
لكن الجواب لم تجده إلاّ في همسات نسمة حزينة، لطالما كانت تلاعب محيّاك لتوشوش في مسمعك ....بأسرارها.ـ
أنبأتها أن لا حيلة إلاّ الرحيل خلفك.ـ
لكن قبل أن ترحل الحواس ورائك...قبل أن تعبر -ورغم أنها اعتنقت سبيل الرحيل,رغم أنها وقفت على حدود البرزخ, - نادتك الحواس أن تعودي...ليس أملا في عودتك..ولا صدحاً بالأمر للخلائق
ولكن سيرا على نهجك... يوم ناديتني قبل أن ترحلي.ـ
في ضلالات العبور تبدى شبح كشبحك
في الحان العبور ترنم لحن كلحنك
في أغداق الشدى عشا الانف شداً...فهلل بالبشرى!ـ
غير أن المضغة...سمعت نداءً لم يطلقه أحد من الخلائق -غيرك- قبلاً...كما لم يسمعه أحد-غير المضغة- من الخلائق قبلاً.......ذلك أنك لم تنادي به غيرها يوماً..!ـ
نداء القلب..!ـ
ـــــــــــــــــــ